حرب إسرائيلية للإبادة- تجاهل للأسرى وتطهير عرقي في غزة.
المؤلف: محمد مفتي08.22.2025

لقد تجاوزت الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني أكثر من ستمائة يوم، ومن البديهي أنه من العسير للغاية تلخيص الفظائع التي ارتكبتها –وما زالت ترتكبها– إسرائيل بحق شعب بأكمله في هذه المساحة المحدودة من السطور، ويبدو جلياً أن نهم إسرائيل للقتل لا يعرف أي حدود، وأن عملية السابع من أكتوبر قدّمت لها فرصة سانحة لشن حرب ضروس ضد سوريا ولبنان وفلسطين وإيران، مما ينذر بتوسع رقعة هذه الحرب واشتعال المنطقة بأسرها.
عندما شنت إسرائيل عدوانها الغاشم ضد حماس حظيت بدعم مطلق من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وسارع زعماء هذه الدول لزيارة إسرائيل، معلنين عن استعدادهم لتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لها في حربها في غزة والضفة الغربية، وشن حرب شعواء ضد حماس بذريعة استعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو الأمر الذي أثار تساؤلاً جوهرياً لطالما طرحه العديد من المحللين عبر شاشات الأخبار العالمية، وهو: هل تولي حكومة نتنياهو اهتماماً حقيقياً باستعادة الأسرى؟ فخطاباته وتبريراته تصب جميعها في أن استعادة الأسرى هو الهدف الأسمى من هذا العدوان، إلا أن الواقع المرير يشير إلى أن الأمور تجري على نحو مغاير تماماً.
من الجليّ تماماً أن حكومة نتنياهو لا تهتم فعلياً بعودة الأسرى، بل تستغل هذه القضية كورقة رابحة لتحقيق جملة من الأهداف التي طالما تاقت لتحقيقها، فعملية 7 أكتوبر قدمت لحكومة نتنياهو الفرصة على طبق من فضة لتحويل قطاع غزة إلى جحيم لا يطاق، لدفع سكانه إلى النزوح القسري منه وتفريغه تمهيداً لاستيطانه، وإن لم يتحقق ذلك فسوف تلجأ حينئذٍ إلى قتل أكبر عدد ممكن من سكان القطاع للتخلص منهم بشكل نهائي، فجوهر خطة إسرائيل الخبيثة هو التخلص من سكان قطاع غزة وإخلاؤه بأي وسيلة ممكنة، سواء بالقتل الممنهج أو بالتهجير القسري.
منذ اندلاع الحرب الغاشمة انعقدت جولات عديدة من المفاوضات المضنية بين الطرفين لتبادل الأسرى، وفي كل جولة مفاوضات كان الأمل يراود المجتمع الدولي في إنهاء هذا الصراع الدامي ووقف القتال العبثي، وهو الأمر الذي كان على ما يبدو يقض مضجع رئيس الوزراء الإسرائيلي على وجه الخصوص، فوقف القتال يعني تبديد جهوده الحثيثة في إخلاء القطاع وإفشال خططه الشيطانية، ولذلك فهو يسعى جاهداً لوضع العراقيل تلو العراقيل لإفشال المفاوضات وإطالة أمدها إلى أجل غير مسمى، ثم يخرج علينا مصرحاً بكل وقاحة بأن حماس تتعنت في المفاوضات لأنها تعادي السلام!.
غير أنه مع تصاعد وتيرة الحرب الضروس وطول أمدها وتزايد الفظائع الإسرائيلية بحق سكان غزة الأبرياء من المدنيين العزل وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى الحضيض، بدأ بعض قادة العالم الغربي بالتذمر والضجر من استمرار الحرب وسقوط مئات الضحايا الأبرياء بشكل يومي، ومع اندلاع مظاهرات عارمة داخل هذه الدول ذاتها، ولا سيما بعد انتشار صور الجثث والمقابر الجماعية عبر وكالات الأنباء العالمية، وتناولها لسياسات التجويع الممنهجة ومنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لسكان غزة المحاصرين من كل الجهات، مع القصف المستمر حتى للمستشفيات والمراكز الصحية وتوقف جميع مناحي الحياة داخل القطاع المنكوب، بدأ العديد من قادة العالم -ممن أيدوا إسرائيل في السابق- في التنديد علناً بما يحدث داخل القطاع من جرائم بشعة، غير أن هذا الأسف والتنديد والتألم الظاهري يثير تساؤلاً جوهرياً وعميقاً، ألا وهو: هل التنديد بتلك الجرائم الدموية يعكس إدراكاً حقيقياً لمدى خطورة ووحشية هذه الفظائع الإسرائيلية، أم أن الهدف منه مجرد تهدئة الغضب الشعبي المتصاعد في هذه الدول؟
غير أنه من الواضح بجلاء أن إسرائيل لم تعد تلقي بالاً لأي انتقادات دولية، بل إنها لا تعبأ بأية إدانات أو قرارات أممية، أما قرار المحكمة الجنائية الدولية بضرورة محاكمة نتنياهو لارتكابه جرائم حرب موثقة فإنه لم يجد أي صدى يذكر في إسرائيل، بل إنه قوبل بالرفض والاستياء من بعض الدول الداعمة لإسرائيل، والتي تندد الآن بالجرائم الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يكشف عن تناقض صارخ بين التصريحات الإعلامية الفارغة وبين الواقع المأساوي على الأرض.
إن الدموع الزائفة التي تذرفها الآن بعض الدول الغربية لا تجد لها آذاناً صاغية في إسرائيل، ولن تغير مسار الحرب الظالمة ضد شعب بأكمله، فهي إن لم تترجم إلى قرارات حاسمة كوقف تصدير شحنات الأسلحة الفتاكة إليها وفرض عقوبات اقتصادية مشددة ضدها، فإن الحرب ستستمر إلى أجل غير معلوم، وحينها لن يجدي الندم ولن ينفع الأسف، فالأسف وحده لا يكفي، بل يجب اتخاذ خطوات ملموسة وجادة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم.
عندما شنت إسرائيل عدوانها الغاشم ضد حماس حظيت بدعم مطلق من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وسارع زعماء هذه الدول لزيارة إسرائيل، معلنين عن استعدادهم لتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لها في حربها في غزة والضفة الغربية، وشن حرب شعواء ضد حماس بذريعة استعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو الأمر الذي أثار تساؤلاً جوهرياً لطالما طرحه العديد من المحللين عبر شاشات الأخبار العالمية، وهو: هل تولي حكومة نتنياهو اهتماماً حقيقياً باستعادة الأسرى؟ فخطاباته وتبريراته تصب جميعها في أن استعادة الأسرى هو الهدف الأسمى من هذا العدوان، إلا أن الواقع المرير يشير إلى أن الأمور تجري على نحو مغاير تماماً.
من الجليّ تماماً أن حكومة نتنياهو لا تهتم فعلياً بعودة الأسرى، بل تستغل هذه القضية كورقة رابحة لتحقيق جملة من الأهداف التي طالما تاقت لتحقيقها، فعملية 7 أكتوبر قدمت لحكومة نتنياهو الفرصة على طبق من فضة لتحويل قطاع غزة إلى جحيم لا يطاق، لدفع سكانه إلى النزوح القسري منه وتفريغه تمهيداً لاستيطانه، وإن لم يتحقق ذلك فسوف تلجأ حينئذٍ إلى قتل أكبر عدد ممكن من سكان القطاع للتخلص منهم بشكل نهائي، فجوهر خطة إسرائيل الخبيثة هو التخلص من سكان قطاع غزة وإخلاؤه بأي وسيلة ممكنة، سواء بالقتل الممنهج أو بالتهجير القسري.
منذ اندلاع الحرب الغاشمة انعقدت جولات عديدة من المفاوضات المضنية بين الطرفين لتبادل الأسرى، وفي كل جولة مفاوضات كان الأمل يراود المجتمع الدولي في إنهاء هذا الصراع الدامي ووقف القتال العبثي، وهو الأمر الذي كان على ما يبدو يقض مضجع رئيس الوزراء الإسرائيلي على وجه الخصوص، فوقف القتال يعني تبديد جهوده الحثيثة في إخلاء القطاع وإفشال خططه الشيطانية، ولذلك فهو يسعى جاهداً لوضع العراقيل تلو العراقيل لإفشال المفاوضات وإطالة أمدها إلى أجل غير مسمى، ثم يخرج علينا مصرحاً بكل وقاحة بأن حماس تتعنت في المفاوضات لأنها تعادي السلام!.
غير أنه مع تصاعد وتيرة الحرب الضروس وطول أمدها وتزايد الفظائع الإسرائيلية بحق سكان غزة الأبرياء من المدنيين العزل وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى الحضيض، بدأ بعض قادة العالم الغربي بالتذمر والضجر من استمرار الحرب وسقوط مئات الضحايا الأبرياء بشكل يومي، ومع اندلاع مظاهرات عارمة داخل هذه الدول ذاتها، ولا سيما بعد انتشار صور الجثث والمقابر الجماعية عبر وكالات الأنباء العالمية، وتناولها لسياسات التجويع الممنهجة ومنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لسكان غزة المحاصرين من كل الجهات، مع القصف المستمر حتى للمستشفيات والمراكز الصحية وتوقف جميع مناحي الحياة داخل القطاع المنكوب، بدأ العديد من قادة العالم -ممن أيدوا إسرائيل في السابق- في التنديد علناً بما يحدث داخل القطاع من جرائم بشعة، غير أن هذا الأسف والتنديد والتألم الظاهري يثير تساؤلاً جوهرياً وعميقاً، ألا وهو: هل التنديد بتلك الجرائم الدموية يعكس إدراكاً حقيقياً لمدى خطورة ووحشية هذه الفظائع الإسرائيلية، أم أن الهدف منه مجرد تهدئة الغضب الشعبي المتصاعد في هذه الدول؟
غير أنه من الواضح بجلاء أن إسرائيل لم تعد تلقي بالاً لأي انتقادات دولية، بل إنها لا تعبأ بأية إدانات أو قرارات أممية، أما قرار المحكمة الجنائية الدولية بضرورة محاكمة نتنياهو لارتكابه جرائم حرب موثقة فإنه لم يجد أي صدى يذكر في إسرائيل، بل إنه قوبل بالرفض والاستياء من بعض الدول الداعمة لإسرائيل، والتي تندد الآن بالجرائم الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يكشف عن تناقض صارخ بين التصريحات الإعلامية الفارغة وبين الواقع المأساوي على الأرض.
إن الدموع الزائفة التي تذرفها الآن بعض الدول الغربية لا تجد لها آذاناً صاغية في إسرائيل، ولن تغير مسار الحرب الظالمة ضد شعب بأكمله، فهي إن لم تترجم إلى قرارات حاسمة كوقف تصدير شحنات الأسلحة الفتاكة إليها وفرض عقوبات اقتصادية مشددة ضدها، فإن الحرب ستستمر إلى أجل غير معلوم، وحينها لن يجدي الندم ولن ينفع الأسف، فالأسف وحده لا يكفي، بل يجب اتخاذ خطوات ملموسة وجادة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم.